أحدهما: هذا المستدل عليه بالآية، والآخر: أنه لرب العلو. وهذا الاحتجاج بالآية ضعيف لأن اللام فيها لا توجب ملكًا لأنها مثل اللام في قولهم: الدابة للسائس، وهي ليست له. فإذا كان كذلك لم يجب من إضافة السقف إلى البيت إضافته لرب البيت مع أنه لو أضيف إلى رب البيت لكان الأمر محتملًا فكيف ول يضف.
(٣٧) - قوله تعالى: ﴿وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون﴾:
قال النقاش في قوله: ﴿ويحسبون أنهم مهتدون﴾ رد على من يقول إنه ليس أحد يفارق الحق إلا ويعرف أنه ضال، وإن كفر فعلى وجه العناد. قال وفيها أيضًا دلالة على رد قول من زعم إن المعارف اضطرارية.
(٤٤) - قوله تعالى: ﴿وإنه لذكر لك ولقومك﴾:
اختلف في الآية، فذهب الحسن بن أبي الحسن إلى أن الذكر بمعنى التذكرة والموعظة والقوم: أمته ﷺ بأجمعها. وذهب ابن عباس وقتادة والسدي وغيرهم إلى أن الذكر الشرف والحمد في الدنيا، والقوم قريش ثم العرب. قال ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه سلم يعرض نفسه على القبائل فإذا قالوا له فيمن يكون الأمر من بعدك سكت حتى نزلت هذه الآية. فكان إذا سئل بعد هذه الآية على هذا القول دلالة على أن الخلافة إنما هي في قريش خلافًا لمن رأى أن قريشًا وغيرها في ذلك سواء. وقد روي عن النبي ﷺ أنه قال: ((ال يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان)) وجاءت أحاديث غير ذلك كثيرة في هذا المعنى تعضد دليل الآية.
(٥٨) - قوله تعالى: ﴿ما ضربوه لك إلا جدلا﴾:
قال النقاش قد استدل بهذه الآية مبطلو القياس والنظر والجدل وزعموا


الصفحة التالية
Icon