سببها من حديث أبي بكر وعمر. وقيل المعنى: لا تذبحوا قبل ذبحه، وهو قول الحن بن أبي الحسن. قيل معناه النهي عن صيام يوم الشك. وحكى عن مسروق أنه قال: دخلت عائشة في يوم الشك فقالت للجارية: أسقيه عسلًا، فقلت إني صائم. فقالت: نهى رسول الله ﷺ عن صيام هذا اليوم وفيه نزلت ﴿لا تقدموا بين يدي الله ورسوله﴾. وهذا يرد قول من يجيز صيام يوم الشك. وقيل معنى الآية: لا تمشوا بين يدي رسول الله وكذلك بين العلماء فإنهم ورثة الأنبياء، وحكي هذا عن زيد. وقيل معناها لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة، وهو قول ابن عباس. والأحسن في الآية أن تحمل على عمومها في كل ما كان يمكن أن يتمثل فيه رأى رسول الله ﷺ وفي كل ما يكون فيه امتثال أمره ونهيه وفي كل ما يمكن فيه تعظيمه. ويحتج بهذه الآية في اتباع الشرع من كل ما ورد وصدر وربما احتج به نفاة القياس.
(٢) - قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي﴾:
اختلف أيضًا في سببه. فقيل نزلت بسبب عادة من الجفاء وعلو الصوت والجهر وكان ثابت بن قيس بن شماس ممن في صوته جهارة، فلما نزلت هذه الآية اهتم وخاف على نفسه وجلس في بيته ولم يخرج وهو كئيب حزين. حتى عرف رسول الله ﷺ ذلك فبعث إليه فآنسه وقال له: ((امش في الأرض بسطًا فإنك من أهل الجنة)) وقال له مرة: ((أما ترضى أن تعيش حميرًا وتموت شهيدًا)) فعاش كذلك ثم قتل باليمامة يوم مسليمة. وقيل إن سبب قصة أبي بكر وعمر المتقدمة. حقيقة معنى الآية الأمر بالتعظيم لرسول الله ﷺ والتوقير وحفظ الصوت بحضرته. وقد كره بعض العلماء رفع الصوت عند قبره عليه الصلاة والسلام وكره بعضهم رفع


الصفحة التالية
Icon