وقوله تعالى: ﴿ولا تنابزوا بالألقاب﴾:
والتنابز التلقب، والنبز واللقب واحد. وهو ما يعرف به الإنسان من الأسماء التي يكره سماعها. وروي أن سبب هذه الآية أن بني سلمة كانوا قد حدث فيهم الألقاب فدعا رسول الله ﷺ رجلًا منهم فقال له: ((يا فلان)) فقيل له إنه يغضب من هذا الاسم، ثم دعاه آخر كذلك، فنزلت الآية.
وليس من هذا تعليق أهل الحديث وغيرهم فيما بينهم. قال واصل الأحدب وقال سليمان الأعمش: لأن ذلك مما تدعو الضرورة إليه وليس فيه قصد استخفاف وإنما المراد به تعرف الرجل. وقد قيل في الآية وفي سببها غير هذا. فقيل معنى قوله تعالى: ﴿ولا تنابزوا بالألقاب﴾ لا يقل أحد لأحد: يا يهودي، بعد إسلامه، ولا يا فاسق، بعد توبته ونحو هذا. وحكي في سببها أن كعب بن مالك وابن أبي حدود تلاحيا فقال له كعب: يا أعرابي، يريد أن يبعده عن الهجرة، فقال له الآخر: يا يهودي، يريد لمخالطة الأنصار اليهود في يثرب. فنزلت الآية. ففي سببها إذن قولان وفي معناها قولان.
وقوله تعالى: ﴿بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان﴾:
يحتمل أن يريد بئس الاسم الفسوق الذي تكتسبونه بعصيانكم


الصفحة التالية
Icon