قيل: يا رسول الله وأن كان حقًا؟ قال: ((إن قلت باطلًا فذلك البهتان)) قال القرطبي: وقد قال قوم من السلف إن وصف الرجل غيره بما فيه من الصفة غيبة. قال معاوية بن قرة لو مر بك أقطع فقلت ذلك الأقطع كانت منك غيبة. وعن الحسن قال لا تخافون أن يكون قولنا حميرًا لطويل غيبة. وكان قتادة يكره أن يقول كعب الأحبار وسلمان الفارسي ولكن كعب المسلم وسلمان الإسلامي. وروي أن امرأة دخلت على عائشة فلما قامت لتخرج أسارت عائشة بيدها إلى النبي ﷺ أنها قصيرة، فقال ﷺ اغتبتها. وعن أبي هريرة أن رجلًا قام عن النبي ﷺ فرأوا في قيامه عجزًا فقالوا يا رسول الله ما أعجز فلانًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكلتم أخاكم واغتبتموه)). قال الطبري: وإنما يكون ذلك غيبة إذا قال على وجه الذم والغيبة للمقول فيه وهو له كفارة. وعن مثل هذا ورد النهي. وأما إذا قاله على وجه التعريف والتمييز كقولهم حمير الأرقط بن قيس وكذلك النسبة إلى الأمهات كإسماعيل بن علية وأب عائشة فإن ذلك بعيد في معنى الغيبة. ويشهد لصحة ما قاله الطبري قوله عليه الصلاة والسلام: ((أصدق ذو اليدين)) يعرفه لطول يديه، وقوله لأنس بن مالك: ((يا ذا الأذنين)) وقد قال عبد الله بن مسعود وتقول أنت ذلك يا أعور، وقد سئل ابن المبارك عن


الصفحة التالية
Icon