(٥٤) - قوله تعالى: ﴿فتول عنهم فما أنت بملوم﴾:
ذكر بعضهم عن الضحاك أنها منسوخة بآية الجهاد. وذكر بعضهم عنه أنها منسوخة بالإقبال عليهم والموعظة لهم. قال تعالى: ﴿يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فقد بلغت رسالته﴾ [المائدة: ٦٧]. وقد يحتمل أن يكون معنى قوله تعالى: ﴿فتول عنهم﴾ أي عند شدة الحرص عليهم وحسرة النفس لبقائهم على الكفر، ثم أمرهم بالتذكير مع ذلك، فلا يكون في الآية نسخ. وقال قتادة: بلغنا أنها لما نزلت: ﴿فتول عنمه فما أنت بملموم﴾ اغتم المسلمون وخافوا نزول العذاب حتى نزلت: ﴿فإن الذكرى تنفع المؤمنين﴾ [الذاريات: ٥٥].