الحروف لعدها وردوا بذلك على من استحسن الهذ. وقد مضى الكلام على ذلك فلا معنى لإعادته.
(١٠) - قوله تعالى: ﴿واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرًا جميلًا﴾:
اختلف في الآية هل هي محكمة أو منسوخة؟ فذهب قوم إلى أنها منسوخة بآية القتال لأن فيها مهادنة والمراد بالآية قريشًا. وقال بعضهم قوله: ﴿واهجرهم هجرًا جميلًا﴾ هو المنسوخ وأما الصبر فليس بمنسوخ لأنه قد يتوجه على ما يبقى حكمه. وقيل الآية كلها محكمة فليس لأنه قد يتوج هـ على ما يبقى حكمه. وقيل الآية كلها محكمة وفيما يتوجه من الهجر الجميل بين المسلمين. قال أبو الدرداء: إنا لننبش في وجوه أقوام وأن قلوبنا لتقليهم. والقول الأول في الآية أصح لأن الآية إنما هي في كفار قريش وردهم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(٢٠) - قوله تعالى: ﴿إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل... ﴾ إلى قوله: ﴿واستغفروا الله﴾:
قد تقدم الكلام على ما في هذه الآية من النسخ. وقد ذهب أبو حنيفة ومن تابعه إلى أنه قوله تعالى: ﴿فاقرأوا ما تيسر منه﴾ في صلاة الفريضة واستدلوا بذلك على أن القراءة في الصلاة غير وافية. وقد تقدم الكلام على ذلك بما أغنى عن إعادته هنا.
قوله تعالى: ﴿علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض﴾:
ذكر الله تعالى الأعذار التي هي حائلة بين بني آدم وبين قيام الليل وهي المرض والضرب في الأرض وهو السفر في تجارة أو غزو. وفي هذه الآية فضيلة الضرب في الأرض للتجارة لسوقها في الآية مع الجهاد. وقال عبد الله بن عمر: أحب موت إلي بعد القتل في سبيل الله أن أموت وأنا