الذاريات، ثم الغاشية، ثم الكهف، ثم الأنعام، ثم النحل ـــ آخرها مدني ـــ ثم سورة نوح، ثم سورة إبراهيم، ثم سورة المؤمنون، ثم التنزيل السجدة، ثم الطور، ثم سورة الملك، ثم الحاقة، ثم المعارج، ثم عم يتساءلون، ثم النازعات، ثم الانشقاق، ثم البروج، ثم العنكبوت، ثم ويل للمطففين ـــ ويقال إنها مدنية ـــ ثم اقتربت، ثم الطارق. انتهى كلام مجاهد بلفظه.
قال القاضي أبو بكر رحمه الله: هذا الذي قاله الراوي عن مجاهد. أو مجاهد، لا سبيل إلى علمه، وفيها ما صح فساده، فإن الصحيح قد نقل أن الذي نزل من القرآن أولا إما القلم وإما المدثر إحداهما تالية الأخرى وثانيتها، فكيف تجعل هاهنا بعد كثير من سور القرآن؟ وليتنا علمنا ما نزل بالمدينة فكيف بنا أن نعلم ترتيب النزول واحدة بعد أخرى؟ هذا ما لا سبيل لمعرفته إلى أحد وقد روي عن أم (عامر) الأشلية رضي الله عنها قالت: "قرأت (قبل) أن يقدم رسول الله ﷺ من مكة للهجرة احدى وعشرين سورة. قلت ماهن؟ قالت: سورة مريم، وطه، وعبس وتولى، وإنا أنزلناه في ليلة القدر والشمس وضحاها، والسماء ذات البروج، والتين والزيتون، ولإيلاف قريش، والقارعة، ولا أقسم بيوم القيامة، وويل لكل همزة، والمرسلات، وق والقرآن، ولا أقسم بهذا البلد، والرحمن، وتبارك الذي بيده الملك، ويوسف حم المومن، وحم السجدة، وحم عسق، وحم (الجاثية)، وثبت عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: " الكهف وبنو اسرائيل، وطه، وسورة الأنبياء، من تلادي الأول".