الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان﴾ قال بعضهم: نسخ آخرها وهو الاستثناء أولها وقيل نسختها آية السيف.
قال القاضي رضي الله عنه:
هذه غباوة والاستثناء لا يعد نسخا بإجماع من العقلاء وإنما هو نوع من التخصيص وقد بينا ذلك في موضعه والله أعلم.
ومن قال نسختها آية السيف، فقد أبعد المقال عن الصواب جدًا، لأن الآية لم تأت لبيان حكم فيدخلها النسخ، وإنما تهديد بعذاب الآخرة ووعيد بعقاب القيامة على ذنب هو الكفر، وذلك محتوم قطعا قال الله تعالى: ﴿فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم﴾.
الآية الثالثة قوله تعالى: ﴿واصبر وما صبرك إلا بالله﴾ قالوا نسختها آية السيف.
قال القاضي محمد بن العربي رضي الله عنه:
هذا وهم، ليس من باب الصبر على إذاية المشركين قبل الأمر بالإنتصار وإنما هو من باب الصبر على المصائب التي تنزل بالمرء، والأصل في ذلك أن القتال نزل