الآية الرابعة: قوله تعالى: ﴿وزنوا بالقسطاس المستقم ذلك خير وأحسن تأويلا﴾ قال السدي: نسخ ذلك، بقوله: ﴿ويل للمطففين﴾ الآية.
قال القاضي ابن العربي:
وهذا فاسد بالمعنى المتقدم حرفا بحرف فإن قول القائل الإيمان خير من الكفر والطاعة أفضل من المعصية والوفاء في الكيل خير من البخس، لا يمنع من توجه العقاب عليه من بعد وهذا واضح أيضا والله أعلم.
الآية الخامسة: قوله تعالى: ﴿ومن الليل فتهجد به نافلة لك﴾ ذكر بعضهم أنه ناسخ لفرض قيام الليل في سورة المزمل.
قال القاضي محمد بن العربي رحمه الله:
اختلف الناس في دخول النبي عليه السلام في خطاب التكليف فمن لم يدخله فيه لم يتصور أن ينسخ ما في سورة المزمل من قوله: ﴿فتاب عليكم﴾ كما قوله له عليه السلام: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك) ومن قال: إنه يدخل وهو الصحيح كما بيناه في الأصول قال إن قوله تعالى: ﴿ومن الليل فتهجد به نافلة﴾ معناه زيادة لك في فعلك، لتنال به المقام المحمود عند ربك، إذ لا يصادف ذلك ذنبا يكفر ولا سيئة تغفر، لأن المغفرة قد سبقت وذلك من خصائصه ﷺ على ما بيناه في سورة الأحزاب.
الآية السادسة: قوله تعالى: ﴿ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها﴾ قالوا: نسختها الآية التي في الأعراف وهي قوله تعالى: {واذكر ربك في نفسك


الصفحة التالية
Icon