بالشيطان، أما إن الذي وقع أن النبي عليه السلام كان يترسل في قراءته كما كان يتمهل في حديثه حتى لو شاء العاد أن يعده لأحصاه، فلما قرأ ﷺ النجم ألقي الشيطان في تلاوته وحاكاه فافتتن المشركون دون المؤمنين، وظنوا أن ذلك من كلامه عليه السلام فحزن النبي لذلك فسلاه الله تعالى بأن قال: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى﴾ أي تلا القى الشيطان في تلاوته أي زاد على ما يتلوه، وهذا نص في أنه لم يقله ولكن الشيطان ألقاه في كلامه وزاده عليه. فتسلى النبي بذلك حين أتته الحقيقة فيه، وكشف الغطاء عنه، وانقضى الحديث كما وقع من غير زيادة فيه. فأما قوله تعالى: ﴿ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه﴾ فليس من هذا في شيء بل معناه: لا تمله على أحد حتى نبينه لك، في قول الطبري وغيره. ولو كان معناه معنى لا تحرك به لسانك، لتجل به" فليس في ذلك معارضة لقوله: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي﴾ في ورد ولا صدر، روى ابن عباس رضي الله عنه في الصحيح كان النبي عليه السلام يقاسي في التنزيل شدة مما يحرك شفتيه، فأنزل الله: ﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه﴾ أي علينا جمعه في صدرك وتقرأه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه أي استمع قراءته ثم علينا بيانه أي نبينه لك، فكان رسول الله ﷺ يستمع إلى جبريل فإذا انطلق قرأه كما وعده الله تعالى فلعل، الله تعالى قال له أيضا: ﴿لا تعجل بالقرآن حتى يتم الملك من قراءته﴾ وأما قوله تعالى: ﴿سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله﴾ فلا يصح أن يكون ناسخا لشيء من ذلك كله، لأنه لم يتقدم أنه نسى فيرفعه