بمال يسأله لهم، كما روي أنهم قالوا له: إن أردت الإمرة علينا ملكناك وإن أردت المال جمعناه لك، فانتفي من ذلك كله وألزمهم الحق الذي كان يدعو إليه.
الآية الرابعة: قوله تعالى: ﴿والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون، وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله، إنه لا يحب الظالمين﴾ إلى قوله: الأمور.
قال بعضهم: إن هذه الآيات منسوخات: نسخ قوله تعالى: ﴿وجزاء سيئة﴾ قوله: ﴿فمن عفا وأصلح﴾ ونسخ قوله تعالى: ﴿ولمن انتصر بعد ظلمه﴾ مع الآية التي بعدها وهي قوله: ﴿إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق﴾ قوله تعالى: ﴿ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور﴾ وقال غيره: هذا كله منسوخ بالجهاد وقوله تعالى: ﴿ولمن انتصر بعد ظلمه﴾ إنما هو للمشركين.
قال القاضي محمد بن العربي رضي الله عنه: هذا قول من لم يعرف النسخ ولا ميز بينه وبين الإحكام واعتقد الحكم والمنسوخ جنسا واحدًا، إن الله تعالى أخبر أن الذي يقابل السيئة سيئة مثلها، فمن أساء إليك فحقك أن تقتص منه بمثل ما أساء إليك، ثم أخبر أنك إن عفوت فأجرك على الله، وهذا إثبات لحقين في الوجهين الدنيا والآخرة، وتحقيق لهم من الطرفين، الاستيفاء أو الترك، وقد استوفينا بيانها في كتاب الأحكام وفي قسم علوم الذكر. ثم بين تعالى أن من انتصر بعد ظلمه فلا حرج عليه ولا سبيل إليه، وأخبر زيادة في البيان، أن السبيل على الذين


الصفحة التالية
Icon