الثالث: أصدق أو أكذب وتصدقون أو تكذبون أم لا.
الرابع: هل نموت بمكة أو غيرها.
الخامس: لا ندري ما نكلف به من الشريعة.
السادس: في قوله بكم أهي الرمية بالحجارة أم لا.
السابع: هل ندخل الجنة أم لا.
وهذه الأقوال كلها مختلفة وبعضها أقوى من بعض، إلا الآخر ففيه كلام نذكره مشروحا إن شاء الله، فأما قوله: هل أخرج أم لا؟ فقد أضعف هذا كلامه في الحديث الصحيح مع ورقة بن نوفل، حين قال للنبي ياليتني أكون حيا حين يخرجك قومك، فقال له: أو مخرجي هم؟ قال: لم يات أحد بمثل ما جئت به إلا عودي واخرج وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، وأما قوله: هل أقتل أم لا، فمحمل قوي يعضده قوله تعالى: ﴿وكأي من نبي قتل معه ربيون كثير﴾.
وأما قوله هل أصدق أم أكذب؟ فمحمل صحيح، لأن من تقدمه من النبيين يأتي يوم القيامة وليس معه تابع، ويأتي بعضهم ومعه النفر اليسير، وقد قال الله تعالى في إبراهيم، ﴿فآمن له لوط﴾ والله أعلم ما كان بعد ذلك من زيادة في المؤمنين على زوجه وبنيه وأم ولده. وكذلك يحتمل أن يكون معناه هل أموت بمكة أو بغيرها، ويقرب منه معنى التكليف حتى قيل له: ﴿ملة أبيكم إبراهيم﴾ وقيل له: ﴿أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده﴾ وأما قوله: هل هي الرمية بالحجارة أم لا؟ ففيه بعد من وجوه ذكرناها في كتاب المشكلين ولا يحتاج إليها ها هنا.