سورة الطور
اتفقوا على أن فيها من النسخ آيتين:
الآية الأولى: قوله تعالى: ﴿قل تربصوا فإني معكم من المتربصين﴾ نسخها قوله تعالى في آيات القتال: ﴿اقتلوا المشركين﴾ وغيرها، وعندي أنه قال في سورة براءة من أخر ما نزل ﴿قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده، أو بأيدينا، فتربصوا إنا معكم متربصون﴾ وهذا خطاب للمنافقين فأوجب هذا أن يكون التربص مخصوصا في آية الطور بالمشركين ممدودا في المنافقين إلى نزول براءة، وذلك لم ينقطع إلى أن استأثر الله برسوله فالآية مخصوصة غير منسوخة.
والآية الآخرى قوله تعالى: ﴿واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا﴾ هذا منسوخ بآية القتال كما قدمناه. ثم قال بعد ذلك ﴿وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم﴾ قال بعضهم: هذا المراد به ركعتا الفجر وهو منسوخ بالفرائض.
قال القاضي محمد بن العربي رضي الله عنه:
هذه دعوى مركبة على دعوى أن قوله في هذه الآية يحتمل وجودها لم يتعين منها واحد بدليل، وقد بيناها في الأحكام وقد قال سفيان: معناه قل سبحان