والإعراض وأمر بالإقبال بالقتال والقتل، والهجر الجميل الذي كان مأمورا بها هو الإعراض المجرد من غير تعرض لإذاية ولا إشارة إلى ولاية.
جهالات:
الأولى: قال قوم في قوله تعالى: ﴿إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا﴾ قال بعضهم: نسخا، يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا.
قال ابن العربي رحمه الله: قوله تعالى: ﴿إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا﴾ اختلف الناس في تأويله على خمسة أقوال: الأول أن المراد به ثقل التكليف.
الثاني: أن المراد به ثقل الثواب.
الثالث: أن المراد به ثقل السماع له والحفظ والتحصيل.
الرابع: أنه كمل لا إله إلا الله.
الخامس: أنه ثقيل القيل على من سمعه وكلفه. ومن هذه الأقوال قريب في المعنى ومنها بعيد وفي الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام سأل رسول الله ﷺ كيف يأتيك الوحي؟
فقال: أحيانا يأتيني مثل صلصة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت ما قال" قالت عائشة رضي الله عنها: ولقد رأيته ينزل عليه ذلك في اليوم الشديد البرد فيفصهم عنه وإن جبيبنه ليتفصد عرقا. وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان رسول الله ﷺ إذا نزل عليه الوحي وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه وكان يعرف منه فأنزل الله الآية التي في لا اقسم: (لا تحرك به لسانك) إلى بيانه خرجهما