أي: تَصَرُّف القلب بالنظر في الدلائل (١)، وهذا تفسير له بالتفكر.
وبعضهم يفرق بينهما؛ باعتبار أن التدبر: تَصَرُّف القلب بالنظر في العواقب، وأما التفكر: فتَصَرُّفه بالنظر في الدليل (٢).
وعبَّر عنه بعضهم بأنه: التفكر في عاقبة الشيء وما يؤول إليه أمره (٣).
وهو بمعنى قول من فَسَّره بالنظر في أعقاب الأمور وتأويلات الأشياء (٤).
وهما تعريفان مُتقَارِبان، والله أعلم.
٣ - معنى تدبُّر القرآن خاصَّة (المعنى الشرعي):
هناك تعريفات متعددة لتدبر القرآن وبينها تقارب؛ فمن ذلك:
- قال في الكشاف: «معنى تدبر القرآن: تأمل معانيه وتَبَصُّر ما فيه» (٥).
وقال: «وتدبر الآيات: التفكر فيها، والتأمل الذي يؤدي إلى معرفة ما يَدْبُر ظاهرَها من التأويلات الصحيحة والمعاني الحسنة؛ لأن من اقتنع بظاهر المتلوِّ لم يَحْل منه بكثير طائل، وكان مَثَلُه كمَثَل من له لِقْحَة دَرُورٌ لا يحلبها، ومُهْرَة نَثُورٌ لا يستولدها» (٦).
_________
(١) ينظر: الكليات ص: ٢٨٧.
(٢) ينظر: التعريفات ص: ٥٦.
(٣) ينظر: تفسير الخازن (٦/ ١٨٢).
(٤) ينظر: المحرر الوجيز (٢/ ٦١٢)، التعريفات ص: ٥٦.
(٥) الكشاف (١/ ٥٤٦).
(٦) السابق (٣/ ٣٧٢).


الصفحة التالية
Icon