أن تدبر القرآن من أَجَلّ الأعمال وأفضل التَّعَبُّدَات.
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: «ومن أعظم ما يُتَقَرَّب به إلى الله تعالى من النوافل كثرة تلاوة القرآن، وسماعه بتفكُّر وتدبر وتَفَهُّم؛ قال خَبَّاب بن الأرت لرجل: تقرب إلى الله ما استطعت، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحبُّ إليه من كلامه» اهـ (١).
ثمراته ونتائجه
التدبر يورث اليقين، ويزيد الإيمان.
وهو طريق إلى العمل بما في القرآن من المأمورات، والكف عن المنهيات.
وهو سبيل إلى الاعتبار والاتعاظ بأمثاله وقصصه.
وأنه يحمل على محاسبة النفس ومراجعتها.
وهو الطريق إلى معرفة مَحَابّ الله ومَسَاخِطِه، وأوصاف أوليائه وصفات أعدائه.
وبه تكون معرفة الطريق إلى الله تعالى.
وهو أقوى الأسباب لترقيق القلب وتليينه.
قال ابن القيم - رحمه الله -: «وبالجملة فلا شيْء أنفع للقلب من قراءَة القرآن بالتدبر والتَّفَكُّر؛ فَإنَّه جَامعٌ لجميع منازل السائرين، وأحوال العاملين، ومقامات العارفين، وهو الذي يُورث المحبة والشوق، وَالخوف والرجاء، والإنابة والتوكل، والرِّضَا والتفويض، وَالشكر وَالصبر، وَسَائِر الأحوال الَّتِي بها حَيَاة القلب وكماله، وكذلك يزْجر عَن جميع الصِّفات والأفعال المذمومة، والتي بها فساد القلب وهلاكه.
_________
(١) جامع العلوم والحكم (٢/ ٣٤٢).


الصفحة التالية
Icon