وبهذا نعلم أن تدبر القرآن يتنوع بحسب تنوع مَطَالِب المتدبرين.
كما يظهر أيضًا ما يقع للناس من التفاوت العظيم في باب التدبر، فمِن مُقِلٍّ ومُكْثِر.
ولكِنْ تأخُذُ الأذهانُ منهُ | على قَدْرِ القَرائحِ والفُهُومِ (١) |
وهذا باب عجيب من فهم القرآن لا يتنبه له إلا النادر من أهل العلم، فإن الذهن قد لا يشعر بارتباط هذا بهذا وتعلقه به؛ وهذا كما فهم ابن عباس - رضي الله عنهما - من قوله: ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾ (الأحقاف: ١٥)، مع قوله: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ﴾ (البقرة: ٢٣٣): أن المرأة قد تَلِد لستة أشهر» اهـ (٢).
_________
(١) ديوان المتنبي ص: ٢٣٢.
(٢) إعلام الموقعين (٣/ ١٢٦)، وأثر ابن عباس - رضي الله عنهما - رواه عبد الرزاق في مصنفه (١٣٤٤٦) وغيره.