قال ابن القيم - رحمه الله -: «فإذا قرأه بتفكر حتى إذا مر بآية وهو مُحتاج إليها في شفاء قلبه، كررها ولو مئة مرة، ولو ليلة، فقراءة آية بتفكر وتَفَهُّم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتَفَهُّم، وأنفع للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان، وذَوق حلاوة القرآن» اهـ (١).
قال في الإحياء: «وإن لم يحصل التدبر إلا بترديد الآية، فليرددها» اهـ (٢).
وقد قال أبو ذر - رضي الله عنه -: «قام النبي - ﷺ - بآية حتى أصبح، يرددها، والآية: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (المائدة: ١١٨)» (٣).
وهكذا كانت عادة السلف - رضي الله عنهم - (٤).
عن عَبَّاد بن حمزة - رحمه الله - قال: «دخلتُ على أسماء - رضي الله عنها - وهي تقرأ: ﴿فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ﴾ (الطور: ٢٧)، قال: فَوَقَفَتْ عليها، فَجَعَلَتْ تستعيذ وتدعو. قال عباد: فذهبتُ إلى السوق، فَقَضَيْتُ حاجتي، ثم رَجَعْتُ، وهي فيها بعد تستعيذ وتدعو! » (٥).
_________
(١) مفتاح دار السعادة (١/ ٥٥٣).
(٢) الإحياء (١/ ٢٨٢) (بتصرف يسير).
(٣) رواه النسائي (٢٧١)، وابن ماجه (١٣٥٠)، وأحمد (٥/ ١٤٩).
(٤) ينظر: الأذكار للنووي ص: ١٦١، مفتاح دار السعادة (١/ ٥٥٣ - ٥٥٤).
(٥) رواه ابن أبي شيبة (٦٠٩٢).


الصفحة التالية
Icon