مما يوضح ذلك: أن المُخَاطَبين الأولين به الذين نزل فيهم هم المنافقون والكفار، ليس أحد منهم مُسْتَكْمِلًا لشروط الاجتهاد المُقَرَّرة... لو كان القرآن لا يجوز أن ينتفع بالعمل به، والاهتداء بهديه إلا المجتهدون بالاصطلاح الأصولي لَمَا وبَّخ الله الكفار، وأنكر عليهم عدم الاهتداء بهداه، ولَمَا أقام عليهم الحجة به...

ولْتعلمْ أن كتاب الله وسنَّة رسوله في هذا الزمان أيسر منه بكثير في القرون الأولى؛ لسهولة معرفة جميع ما يتعلق بذلك فكل آية من كتاب الله قد علم ما جاء فيها من النبي - ﷺ - ثم من الصحابة والتابعين وكبار المفسرين» اهـ (١).
والله تعالى أعلم، وصلى على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
_________
(١) الأضواء (٧/ ٤٥٩ - ٤٦٠). وقد مضى ص: ٧٧، وراجع بقية كلامه - رحمه الله - فإنه مفيد.


الصفحة التالية
Icon