١٦ - قال تعالى: ﴿وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ (الشرح).
من القواعد العامة: (التخلية قبل التحلية)، وقد وردت في القرآن كثيرًا؛ في مثل قوله تعالى: ﴿وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ﴾، وهذا مقام التخلية، فلما خَلَّاه بوضع الوزر عنه، حلَّاه برفع الذِّكْر: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾، واعْتَبِر هذا في القرآن في كلمة التوحيد وغيرها تجده كثيرَ الوقوع في القرآن (١).
١٧ - قال تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢)﴾ (الماعون).
قال ابن عاشور - رحمه الله -: «هذا إيذانٌ بأنَّ الإيمانَ بالبعث والجزاء هو الوازع الحق الذي يغرس في النفس جذور الإقبال على الأعمال الصالحة؛ حتى يصير ذلك لها خُلُقًا إذا شَبَّت عليه، فزكت وانساقت إلى الخير بدون كلفة ولا احتياج إلى أمر، ولا إلى مخافة ممن يقيم عليه العقوبات، حتى إذا اختلى بنفسه، وأَمِنَ الرُّقَباء، جاء بالفحشاء والأعمال النكراء! » (٢).
_________
(١) ليدبروا آياته (٢/ ٢٧٩).
(٢) التحرير والتنوير (٣٠/ ٥٦٥).