المحظورات أشد؛ فلهذه الوجوه أَتْبَع الله تعالى الأمر بالحج والنهي عن الرفث والفسوق والجدال بقوله: ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ﴾» (١).
٣ - قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤)﴾ (الأنفال).
قال ابن القيم - رحمه الله -: «تأمل كيف أخبر عن حيلولته بين المرء وقلبه بعد أمره بالاستجابة له ولرسوله، كيف تجد في ضمن هذا الأمر والخبر أن من ترك الاستجابة له ولرسوله، حال بينه وبين قلبه؛ عقوبة له على ترك الاستجابة، فإنه سبحانه يعاقب القلوب بإزاغتها عن هداها ثانيًا، كما زاغت هي عنه أولًا؛ قال تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾ (الصف: ٥)» (٢).
٤ - قال تعالى: ﴿غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣)﴾ (غافر).
قال ابن القيم - رحمه الله -: «تأمل كيف وقع الوصف بشديد العقاب بين صفة رحمة قبله وصفة رحمة بعده، فقبله: ﴿غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ﴾، وبعده: ﴿ذِي الطَّوْلِ﴾؛ ففي هذا تصديق الحديث الصحيح وشاهد له، وهو قوله - ﷺ -: «لما قضى اللهُ الخلقَ، كتب كتابًا عنده: غلبَتْ -أو قال:
_________ سبَقَتْ- رحمتي غضَبي، فهو عنده فوقَ العَرْشِ» (٣) وقد سبقت صفة الرحمة هنا وغلبت» (٤).
(١) مفاتيح الغيب (٣/ ١٨٥).
(٢) الكلام على مسألة السماع (ص ١٠١).
(٣) أخرجه البخاري (٧٥٥٣).
(٤) بدائع الفوائد (١/ ١٩٣).