٣ - قال تعالى: ﴿يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ (٢٦)﴾ (الأعراف)، «فجمع بين الزينتين: زينة البدن باللباس، وزينة القلب بالتقوى، زينة الظاهر والباطن، وكمال الظاهر والباطن» (١).
٤ - قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٢١)﴾ (آل عمران).
قال ابن رجب - رحمه الله -: «ولهذا المعنى كان أشد الناس عذابًا من قتل نبيًّا؛ لأنّه سعى في الأرض بالفساد، ومن قتل عالمًا، فقد قتل خليفة نبي، فهو ساع في الأرض بالفساد أيضًا؛ ولهذا قرن الله بين قتل الأنبياء وقتل العلماء الآمرين بالمعروف» (٢).
٥ - قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ (المائدة: ٢).
قال الماوَرْدي - رحمه الله -: «نَدَبَ الله تعالى إلى التعاون به وقَرَنَهُ بالتقوى له؛ لأن في التقوى رضا الله تعالى، وفي البر رضا الناس؛ ومن جمع بين رضا الله تعالى ورِضَا الناس فقد تَمَّتْ سعادته وعَمَّت نعمته» (٣).
_________
(١) السابق. وقال - رحمه الله -: «وتأمل قوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (١٢) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (١٣) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (١٤)﴾ (الزخرف)؛ كيف نبههم بالسفر الحسي على السفر إليه، وجمع لهم بين السفرين كما جمع لهم الزادين في قوله: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ (البقرة: ١٩٧)، فجمع لهم بين زاد سفرهم وزاد معادهم، وكما جمع بين اللباسين في قوله: ﴿يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (٢٦)﴾ (الأعراف)، فذكر سبحانه زينة ظواهرهم وبواطنهم، ونبههم بالحِسِّي على المعنوي، وفَهْم هذا القَدْر زائد على فهم مُجَرّد اللفظ ووضعه في أصل اللسان» اهـ. إعلام الموقعين (٢/ ١٧٣ - ١٧٤)، وانظر نحوه في: تفسير ابن كثير (٧/ ٢٢٠).
(٢) شرح حديث أبي الدرداء (ضمن مجموع رسائل ابن رجب) (١/ ٣٢).
(٣) أدب الدنيا والدين (١/ ١٨٣).