قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: «العينان هما رَبِيْئَةُ القلب، وليس من الأعضاء أشد ارتباطًا بالقلب من العينين؛ ولهذا جمع الله بينهما في قوله: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ﴾، ﴿يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾ (النور: ٣٧)، ﴿وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ﴾ (الأحزاب: ١٠)، ﴿قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (٨) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ﴾ (النازعات)؛ ولأن كليهما له النظر؛ فنظر القلب الظاهر بالعينين، والباطن به وحده» (١).
٨ - قال تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)﴾ (طه).
قال ابن القيم - رحمه الله -: «يَقْرِنُ اسْتِوَاءَهُ على العرش بهذا الاسم كثيرًا؛ كقوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾، ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ﴾ (الفرقان: ٥٩)، فاستوى على عرشه باسم الرحمن؛ لأن العرش محيط بالمخلوقات قد وسِعَها، والرحمة مُحيطة بالخلق واسعة لهم؛ كما قال تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ (الأعراف: ١٥٦)، فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات؛ فلذلك وَسِعَتْ رحمتُهُ كل شيء» (٢).
٩ - قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٥١)﴾ (المؤمنون).
«تأمل كيف قرن الله بين أكل الطيبات وعمل الصالحات، فَأكْل الحلال الطيب مما يُعين العبد على فعل الصالحات، كما أن أَكْل الحرام أو الوقوع في المشتبهات، مما يُثقِل العبد عن فعل الصالحات» (٣).
_________
(١) مجموع الفتاوى (١٦/ ٢٢٥).
(٢) مدارج السالكين (١/ ٥٧).
(٣) ليدبروا آياته (١/ ١٦٢).


الصفحة التالية
Icon