١١ - قال الإسكافي - رحمه الله -: «لسائل أن يسأل عن قوله في خِلَال ذِكْر الطلاق والعِددَ: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ﴾... ثلاث مرات، يفعل به كذا، واختصاص كل جزاء بمكان.
فأوله: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (٣)﴾ (الطلاق).
والثاني: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (٤)﴾ (الطلاق).
والثالث: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (٥)﴾ (الطلاق).
والجواب أن يُقَال: إنما اقترن بالطلاق والعِدّة هذا الوعظ؛ لأن الطلاق فَضُّ حالٍ مُتَمَهِّدة، وقَطْع آمالٍ مُتأكِّدة، والعدة باستيفائها يخلص النسب، ويصح للزوج الثاني الولد، ولو لم يكن هذا الحد الذي حَدَّه الله تعالى، لَكان الفساد مُتَّصِلًا في انقضاء الدنيا، فهو أحق الأشياء بالمراعاة وتأكيد المقال فيه والوصاة» (١).
١٢ - قال تعالى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (٧) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (٨)﴾ (الإنسان).
«مَجَامِع الطاعات محصورة في أمرين: التعظيم لأمر الله تعالى، وإليه الإشارة بقوله: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ﴾، والشفقة على خلق الله، وإليه الإشارة بقوله: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ﴾» (٢)؛ فجاء الاقتران بينهما في هاتين الآيتين.
_________
(١) درة التنزيل (١٢٨٣ - ١٢٨٤).
(٢) مفاتيح الغيب (١٨/ ٧٤٦).