١٥ - (سورتا: الكافرون والإخلاص):
كان النبي - ﷺ - يَقْرن بين سورتي الإخلاص والكافرون (١)؛
وذلك أن «سورة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ فيها التوحيد القولي العلمي، الذي تدل عليه الأسماء والصفات؛ ولهذا قال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢)﴾ (الإخلاص).
وسورة: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ فيها التوحيد القصدي العملي؛ كما قال تعالى: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (٢)﴾ (الكافرون)، وبهذا يتميز من يعبد الله ممن يعبد غيره، وإن كان كل واحد منهما يُقِر بأن الله رب كل شيء، ويتميز عِبَاد الله المخلصون الذين لم يعبدوا إلا إياه، ممن عبد غيره وأشرك به»
(٢).
_________
(١) كما ثبت في الركعتين قبل الفجر، وبعد المغرب، والوتر. وللوقوف على الأحاديث الواردة في ذلك وتخريجها، انظر: أصل صفة صلاة النبي - ﷺ - للألباني: (٢/ ٤٥٢، ٤٨٨، ٥٣٩).
(٢) اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ٣٩٤).


الصفحة التالية
Icon