١٩ - قال تعالى: ﴿يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (٣٠) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (٣١)﴾ (الأحزاب).
قال صاحب التفسير الكبير - رحمه الله -: «بيانًا لزيادة ثوابهن، كما بين زيادة عقابهن ﴿نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ﴾ في مُقابلة قوله تعالى: ﴿يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ﴾، مع لطيفة وهي أن عند إيتاء الأجر ذكر المُؤْتِي وهو الله، وعندَ العذابِ لَم يُصرِّح بِالمُعذِّبِ فقال: ﴿يُضَاعَفْ﴾ إشارة إلى كمال الرحمة والكرم، كما أن الكريم الحي (١) عند النفع يظهر نفسه وفعله، وعند الضُّر لا يذكر نفسه» (٢).
٢٠ - قال تعالى: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (٢)﴾ (النجم).
قال ابن عطية - رحمه الله -: «والضلال أبدًا يكون من غير قصد من الإنسان إليه، والغي كأنه شيء يكتسبه الإنسان ويريده، نفى الله تعالى عن نبيه هذين الحالين، وغوى الرجل يغوي: إذا سلك سبيل الفساد والعوج، ونفى الله تعالى عن نبيه أن يكون ضل في هذه السبيل التي أَسْلَكَه الله إياها، وأثبت له تعالى في (الضحى) أنه قد كان قبل النبوءة ضالًّا بالإضافة إلى حاله من الرشد بعدها» (٣).
٢١ - قال تعالى: ﴿وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١)﴾ (الواقعة).
قال ابن عاشور - رحمه الله -: «وتقديم ذِكْر الفاكهة على ذِكْر اللحم قد يكون لأن الفواكه أعز، وبهذا يظهر وجه المخالفة بين الفاكهة ولحم طير فجعل التَّخَيّر
_________
(١) هكذا في النسخة المطبوعة. ولعلها: (الحَيِيّ).
(٢) مفاتيح الغيب (٢٥/ ١٦٦).
(٣) المحرر الوجيز (٥/ ١٩٦).