٢ - قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٦)﴾ (المائدة).
فقوله تعالى: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ﴾، نَظيرُ قوله: ﴿فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ﴾.
قال ابن تيمية - رحمه الله -: «فإذا قيل: فامسحوا برؤوسكم وبوجوهكم، ضُمِّنَ المسح معنى الإلصاق، فأفاد أنَّكم تُلصِقُون برؤوسكم وبوجوهكم شيئًا بهذا المسح.
وهذا يُفيد في آية التيمم: أنَّه لا بد أن يَلتصقَ الصَّعيد بالوجه واليد؛ ولهذا قال: ﴿فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ﴾» (١).
٣ - قال تعالى: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ (٩٠)﴾ (الأنبياء).
«لم يَقُل: يُسارِعُون إلى الخيرات؛ لأن عملهم الآن خير، وهم سَيُسَارِعون فيه؛ أي: سيزيدونه؛ إذن: إنْ سارعتَ إلى شيء كأنه لم يكن في بالك، ولكنك سَتُسْرِع إليه، ولكن سَارَعْتَ في الخير، فكأنك في الخير أولًا ثم تزيد في فعل الخير» (٢).
_________
(١) مجموع الفتاوى (١/ ٢٧٧)، (٢١/ ١٢٤).
(٢) تفسير الشعراوي (٩/ ٥١٦٣).