١٠ - قال تعالى: ﴿قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (٨٧) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (٨٨)﴾ (الكهف).
قال ابن عثيمين - رحمه الله -: «تأمل في حال المشرك بدأ بتعذيبه ثم ثَنَّى بتعذيب الله، والمؤمن بدأ بثواب الله أولًا ثم بالمعاملة باليُسْر ثانيًا، والفرق ظاهر؛ لأن مقصود المؤمن الوصول إلى الجنة، والوصول إلى الجنة لا شك أنه أفضل وأحب إليه من أن يُقال له قول يُسر، وأما الكافر فعذاب الدنيا سابق على عذاب الآخرة وأيسر منه، فبدأ به، وأيضًا فالكافر يخاف من عذاب الدنيا أكثر من عذاب الآخرة؛ لأنه لا يؤمن بالثاني» (١).
١١ - قال تعالى: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (٢٧)﴾ (الحج).
قال ابن القيم - رحمه الله -: «أما تقديم الرجال (٢)
على الرُّكْبَان ففيه فائدة جليلة: وهي أن الله تعالى شرط في الحج الاستطاعة، ولا بد من السفر إليه لغالب الناس، فذكر نوعي الحجاج؛ لقطع تَوَهّم من يظن أنه لا يجب إلا على راكب، وقَدَّم الرجال اهتمامًا بهذا المعنى وتأكيدًا، ومن الناس من يقول: قَدَّمَهم جَبرًا لهم؛ لأن نفوس الرُّكْبَان تزدريهم» (٣).
١٢ - قال تعالى: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠)﴾ (يس). وفي الآية الأخرى: ﴿وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَامُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (٢٠)﴾ (القصص).
_________
(١) تفسير سورة الكهف لابن عثيمين (ص ١٢٩).
(٢) والمقصود بـ (الرجال): جمع رَاجِل، وهم المُشَاة.
(٣) بدائع الفوائد (١/ ٦٩).