١٤ - قال تعالى: ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا (٥٦)﴾ (الأعراف).
قال ابن القيم - رحمه الله -: «وذكر الطمع - الذي هو الرجاء- في آية الدعاء؛ لأن الدعاء مبني عليه، فإن الداعي ما لم يطمع في سؤاله ومطلوبه لم تتحرك نفسه لطلبه؛ إذ طلب ما لا طمع فيه ممتنع» (١).
١٥ - قال تعالى: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (٩٩)﴾ (الأعراف).
قال السعدي - رحمه الله -: «وهذه الآية الكريمة فيها من التخويف البليغ على أن العبد لاينبغي له أن يكون آمنًا على ما معه من الإيمان، بل لايزال خائفًا وَجِلًا أن يُبتلى ببلية تسلب ما معه من الإيمان، وألا يزال داعيًا بقوله: «يا مقلب القلوب ثَبِّت قلبي على دينك»، وأن يعمل ويسعى، في كل سبب يُخَلِّصه من الشر عند وقوع الفتن، فإن العبد -ولو بلغت به الحال ما بلغت- فليس على يقين من السلامة» (٢).
١٦ - قال تعالى: ﴿قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (١١٥) قَالَ أَلْقُوا﴾ (الأعراف: ١١٥ - ١١٦)، وقال تعالى: ﴿قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (٦٥) قَالَ بَلْ أَلْقُوا﴾ (طه: ٦٥ - ٦٦).
فما وجه طلب موسى - عليه السلام - أن تكون البَدَاءَة منهم؟
قال ابن كثير - رحمه الله -: «لأن موسى أراد أن تكون البَدَاءَة منهم؛ ليرى الناس ما صنعوا، ثم يأتي بالحق بعده، فيدمغ باطلهم» (٣).
_________
(١) السابق (٣/ ١٢).
(٢) تفسير السعدي (ص ٢٩٨).
(٣) تفسير ابن كثير (٤/ ٢٨٦).


الصفحة التالية
Icon