قال السعدي - رحمه الله -: «فما فات أحدًا شيء من الخير إلا لعدم صبره وبَذْل جُهده فيما أُريد منه، أو لعدم توكله واعتماده على الله» (١).
٢٤ - قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (٣٣)﴾ (الإسراء).
قال ابن كثير - رحمه الله -: «وقَد أخذ الإمام الحَبْر ابن عباس - رضي الله عنهما - من عموم هذه الآية الكريمة ولاية معاوية السَّلْطَنة، وأنه سيملك؛ لأنه كان ولي عثْمان، وقَد قُتِل عثْمان مظلومًا - رضي الله عنه -» (٢).
٢٥ - قال تعالى: ﴿إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (١٠)﴾ (الكهف).
قال السعدي - رحمه الله -: «وفي هذه القصة دليل على أن من فَرَّ بدينه من الفتن سَلَّمَه الله منها، وأن من حرص على العافية عافاه الله، ومن أوى إلى الله آواه الله، وجعله هداية لغيره، ومن تَحمَّل الذُّل في سبيله وابتغاء مرضاته، كان آخر أمره وعاقبته العز العظيم من حيث لا يحتسب؛ ﴿وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ﴾ (آل عمران)» (٣).
٢٦ - قال تعالى: ﴿وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (١٨)﴾ (الكهف).
_________
(١) تفسير السعدي (ص ٤٤٠).
(٢) تفسير ابن كثير (٥/ ٧٣).
(٣) تفسير السعدي (ص ٤٧٣).


الصفحة التالية
Icon