٢ - تدبر الآيات إجمالًا للتوصل إلى مقاصد السورة (١).
التطبيق:
١ - (سورة العنكبوت):
قال ابن القيم - رحمه الله -: «فمضمون هذه السورة هو سِرُّ الخلق والأمر؛ فإنها سورة الابتلاء والامتحان، وبيان حال أهل البلوى في الدنيا والآخرة، ومن تأمل فاتحتها ووسطها وخاتمها، وجد في ضمنها أن أول الأمر ابتلاء وامتحان، ووسطه صبر وتوكل، وآخره هداية ونصر» (٢).
٢ - (سورة الرحمن):
قال ابن القيم - رحمه الله -: «تأمل قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (٤)﴾ (الرحمن)، كيف جعل الخلق والتعليم ناشئًا عن صفة الرحمة مُتَعَلِّقًا باسم الرحمن، وجعل معاني السورة مُرتبطة بهذا الاسم، وختمها بقوله: ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٧٨)﴾ (الرحمن)، فالاسم الذي تبارك هو الاسم الذي افتَتَح به السورة؛ إذ مجيء البركة كلِّها منه، وبه وُضِعَت البركة في كل مبارك، فكل ما ذُكِر عليه بُورك فيه، وكل ما خَلِيَ منه نُزِعَت منه البركة» (٣).
_________
(١) مقصود السورة: هو القضية الكُلِّية والمِحْوَر الأساس الذي تدور عليه الآيات وتَلْتَئِم عليه موضوعاتها.
(٢) شفاء العليل (١/ ٢٤٧).
(٣) مختصر الصواعق المرسلة (ص ٣٦٩).


الصفحة التالية
Icon