٤ - قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ (الأنفال: ٣٣).
المعنى الظاهر:
«وما كان الله - سبحانه وتعالى - ليعذِّب هؤلاء المشركين، وأنت -أيها الرسول- بين ظهرانَيْهم، وما كان الله معذِّبهم وهم يستغفرون من ذنوبهم» (١).
ما يؤخذ من إشارة الآية:
قال ابن القيم - رحمه الله -: «فأشارت هذه الآية أن محبة الرسول وحقيقة ما جاء به إذا كان في القلب، فإن الله لا يعذبه، لا في الدنيا ولا في الآخرة، وإذا كان وجود الرسول في القلب مانعًا من تعذيبه، فكيف بوجود الرب تعالى في القلب؟ فهاتان إشارتان» (٢).
وقال في موضع آخر: «وتأمل... كيف يُفهم منه أنه إذا كان وجود بدنه وذاته فيهم دفع عنهم العذاب وهم أعداؤه، فكيف وجود سرِّه والإيمان به ومحبَّته ووجود ما جاء بِه إذا كان في قوم أو كان في شخص، أفليس دفعه العذاب عنهم بطريق الأولى والأحرى؟ » (٣).
٥ - قال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٦)﴾ (التوبة).
_________
(١) التفسير الميسر (ص ١٨٠).
(٢) الكلام على مسألة السماع (ص ٣٩٧).
(٣) إعلام الموقعين (١/ ١٧٣).


الصفحة التالية
Icon