أعلم بمراده من كلامه- على أنهم كلهم مسافرون، وأنهم فى هذه الدار على جناح سفر ليسوا هم مقيمين ولا مستوطنين» (١).
١٥ - قال تعالى: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩)﴾ (الواقعة).
المعنى الظاهر:
«لا يَمَسُّ القرآن إلا الملائكة الكرام الذين طهرهم الله من الآفات والذنوب» (٢).
ما يؤخذ من إشارة الآية:
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: «كما أن اللوح المحفوظ الذي كتب فيه حروف القرآن لا يمسه إلا بدن طاهر، فمعاني القرآن لا يذوقها إلا القلوب الطاهرة، وهي قلوب المتقين» (٣).
قال ابن القيم - رحمه الله -: «ودلت الآية بإشارتها وإيمائها على أنه لا يدرك معانيه ولا يفهمه إلا القلوب الطاهرة، وحرام على القلب المُتَلَوِّث بنجاسة البدع والمخالفات أن ينال معانيه وأن يفهمه كما ينبغي.
قال البخاري في «صحيحه» في هذه الآية: «لا يجد طعمه إلا من آمن به» (٤)، وهذا أيضًا من إشارة الآية وتنبيهها، وهو أنه لا يلتذ به وبقراءته وفهمه وتدبره
_________
(١) طريق الهجرتين (ص ١٤١ - ١٤٢)، وقد مضى تحت عنوان: (العموم والخصوص).
(٢) التفسير الميسر (ص ٥٣٧).
(٣) مجموع الفتاوى (١٣/ ٢٤٢).
(٤) انظر: صحيح البخاري (٩/ ١٥٥).