١٦ - قال تعالى: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)﴾ (الكوثر).
المعنى الظاهر:
«إن مبغضك ومبغض ما جئت به من الهدى والنور، هو المُنْقَطِع أثره المقطوع من كل خير» (١).
ما يؤخذ من إشارة الآية:
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: «فمن شَنَأ شيئًا مما جاء به الرسول - ﷺ -، فله من ذلك نصيب؛ ولهذا قال أبو بكر بن عَيَّاش:... أهل السنة يبقون ويبقى ذِكْرُهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذِكْرُهم.
وذلك أن أهل البدعة شَنَؤُوا بعض ما جاء به الرسول - ﷺ -، فأبترهم بقدر ذلك، والذين أعلنوا ما جاء به النبي - ﷺ -، فصار لهم نصيب من قوله تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ (الشرح: ٤)، فإن ما أكرم الله به نبيه من سعادة الدنيا والآخرة، فللمؤمنين المُتابعين نصيب بقدر إيمانهم، فما كان من خصائص النبوة والرسالة، فلم يشارك فيه أحد من أمته، وما كان من ثواب الإيمان والأعمال الصالحة، فلكل مؤمن نصيب بقدر ذلك» (٢) ا. هـ.
وقال: «أهل السنة يموتون ويحيا ذِكْرُهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم؛ لأن أهل السنة أحيوا ما جاء به الرسول - ﷺ -؛ فكان لهم نصيب من قوله: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ (الشرح: ٤)، وأهل البدعة شَنَؤُوا ما جاء به الرسول - ﷺ -؛ فكان لهم نصيب من قوله: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ (الكوثر: ٣)» (٣).
_________
(١) التفسير الميسر (ص ٦٠٢).
(٢) مجموع الفتاوى (٢٨/ ٣٨).
(٣) السابق (١٦/ ٥٢٨).