(٢) قوله: ﴿خُطُوَاتِ﴾ بالجمع، دليل على أن الشيطان لن يقف عند أول خطوة في المعصية (١).
٢ - قال تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ (البقرة: ١٨٧).
تأمل قوله تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾، وما فيها من تربية الذَّوْق والأدب في الكلام، إضافةً إلى ما في اللباس من دلالة الستر، والحماية، والجمال، والقرب... وهل أحد الزوجين للآخر إلا كذلك؟ ! وإن كانت المرأة في ذلك أظهر أثرًا كما يشير إلى ذلك البَدْء بضميرها: ﴿هُنَّ﴾ (٢).
٣ - قال تعالى: ﴿فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ (البقرة: ١٨٧).
قال البيضاوي - رحمه الله -: «وفي تجويز المُبَاشَرة إلى الصبح؛ الدلالة على جواز تأخير الغُسل إليه، وصحة صوم المُصبح جُنُبًا» (٣).
٤ - قال تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (١٩٦)﴾ (البقرة).
_________
(١) ليدبروا آياته (١/ ٥٤).
(٢) السابق (١/ ٥٦).
(٣) تفسير البيضاوي (١/ ١٢٦).


الصفحة التالية
Icon