وإذا كان ذلك بعد هذه الطاعات؛ فإنه يكون بعد التقصير والمعصية أولى وآكد.
٥ - قال تعالى: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ (٣٢)﴾ (النساء).
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -: «فإذا كان هذا النهي - بنص القرآن - عن مجرد التمني، فكيف بمن ينكر الفوارق الشرعية بين الرجل والمرأة، وينادي بإلغائها، ويطالب بالمساواة، ويدعو إليها باسم المساواة بين الرجل والمرأة؟ ! » (١).
٦ - قال تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (النساء: ٦٥).
قال ابن مفلح - رحمه الله - (٢): «وإذا كان توقف القلب عن الرضا بحكم الرسول - ﷺ - يُخْرِج عن الإيمان، فكيف يصح الإيمان مع الاعتراض على الله تعالى؟ ! » (٣).
٧ - قال تعالى: ﴿وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ﴾ (الأعراف: ٢١).
قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير الاستعاذة: «وقد أقسم للوالد: إنه لمن الناصحين، وكذب، فكيف معاملته لنا وقد قال: ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ (ص)؟ ! » (٤).
_________
(١) حراسة الفضيلة (ص ٢١).
(٢) هو: محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج، أبو عبد الله، شمس الدين المقدسي الراميني ثم الصالحي، أعلم أهل عصره بمذهب الإمام أحمد بن حنبل، ولد ونشأ في بيت المقدس، وتوفي بصالحية دمشق سنة: ٧٦٣ هـ. انظر: الدرر الكامنة (٦/ ١٤)، الأعلام للزركلي (٥/ ٣٠٣).
(٣) الآداب الشرعية (٢/ ١٩٤).
(٤) تفسير ابن كثير (١/ ١١٠).