قال السعدي - رحمه الله -: «يُؤْخَذ من المعنى: أن كل من له تَطَلُّع وتَشَوُّف إلى ما حضر بين يدي الإنسان، ينبغي له أن يعطيه منه ما تيسر» (١).
٢ - قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (١٢) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣)﴾ (المائدة).
قال السعدي - رحمه الله -: «فكل من لم يقم بما أمر الله به، وأخذ به عليه الالتزام، كان له نصيب من اللعنة وقسوة القلب، والابتلاء بتحريف الكلم، وأنه لايوفق للصواب، ونسيان حظ مما ذُكِّر به، وأنه لابد أن يُبتلى بالخيانة، نسأل الله العافية» (٢).
_________
(١) تفسير السعدي (ص ١٦٥)، وقد سبق في (ص ٣٦). مثالًا على دلالة الاقتضاء؛ فهو يصلح مثالًا لِكُلٍّ منهما باعتبار. ويمكن أيضًا أن يكون مثالًا لمفهوم الموافقة (الأَوْلَوي) بالنظر إلى أنه أرشد هنا إلى إعطاء من حضر وليس له حق في الميراث، كما أن هذا المال حق خاص للورثة، ومع ذلك أرشدنا إلى إعطاء من حضر وتَشَوَّفَت نفسه لهذا المال؛ فغيره من المال الذي لا يختص بمعين أَوْلَى أن يُعْطَى منه من حَضَر.
(٢) تفسير السعدي (ص ٢٢٥).


الصفحة التالية
Icon