وهو الذي علمه النبي - ﷺ - لِحِبِّه معاذ بن جبل - رضي الله عنه -، فقال: «يا معاذ، والله إني لأحبك، فلا تَنْسَ أن تقول دُبُر كل صلاة: اللهم أعني على ذِكْرِك وشُكرك وحُسْن عبادتك» (١).
فأنفع الدعاء: طلب العَون على مرضاته، وأفضل المواهب: إسعافه بهذا المطلوب، وجميع الأدعية المأثورة مدارها على هذا، وعلى دَفْع ما يُضَاده، وعلى تكميله وتيسير أسبابه، فتأملها.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية قَدَّس الله رُوحه: تَأَمَّلْتُ أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته، ثم رأيتُه في الفاتحة في ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)﴾» (٢).
٢ - قال تعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (٧١)﴾ (الإسراء).
قال ابن القيم - رحمه الله - أخذًا من العموم في قوله: ﴿بِإِمَامِهِمْ﴾ (٣): «فما ظن من اتخذ غير الرسول إمامَهْ، ونبذ سنته وراء ظهره وجعل خواطر الرجال وآراءها بين عينيه وأمامه، فسيعلم يوم العَرْض أي بضاعة أضاعْ، وعند الوزن ماذا أحضر من الجواهر أو خُرْثِيّ (٤) المتاعْ» ا. هـ (٥).
_________
(١) أخرجه أبو داود (١٥٢٢)، والنسائي (١٣٠٣) بلفظ مقارب. وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، وصحيح سنن النسائي، والأرنؤوط في تعليقه على سنن أبي داود.
(٢) مدارج السالكين (١/ ٩٩ - ١٠٠).
(٣) فـ (إمام) مفرد مضاف إلى معرفة (الضمير) فيعم.
(٤) أي: سَقَطه.
(٥) تهذيب سنن أبي داود لابن القيم (١/ ٧).


الصفحة التالية
Icon