رابعًا: ما يُسْتَفَاد من بعض القواعد في التفسير (١)؛ مثل:
١ - قاعدة: «عَسَى» من الله واجبة:
توضيح القاعدة:
أي أن «عَسَى» إذا جاءت من قول الله تعالى، فإن ذلك يعني أنها مُتَحَقِّقَة الوقوع؛ وذلك جَرْيًا على عادة العرب؛ حيث إن العظيم منهم يُخرج الوعد بمثل هذه العبارة وهو يُريد تحقيقه.
مع أن أصل معناها التَّرجِّي، لكنه غير مُراد هنا (٢).
التطبيق:
قال تعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (٥٢)﴾ (المائدة).
قال الشنقيطي - رحمه الله -: «وبَيَّن في هذه الآية: أن تلك الدوائر التي حافظوا من أجلها على صداقة اليهود، أنها لاتدور إلا على اليهود والكفار، ولا تدور على المسلمين بقوله: ﴿فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (٥٢)﴾ الآية. و «عَسى» من الله نافذة؛ لأنه العظيم الذي لا يُطْمِع إلا فيما يُعْطِي» (٣).
_________
(١) هي: الأحكام الكُلية التي يُتوصل بها إلى استنباط معاني القرآن العظيم، ومعرفة كيفية الاستفادة منها. قواعد التفسير (١/ ٣٠).
(٢) انظر: قواعد التفسير (١/ ٢٨٧ - ٢٨٨).
(٣) أضواء البيان (٢/ ١٣٤).


الصفحة التالية
Icon