قال الحسن البصري - رحمه الله -: «أخفى قومٌ عملهم، فأخفى الله لهم ما لم تر عين، ولم يخطر على قلب بشر» (١).
٧ - قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (٢٤)﴾ (السجدة).
قال ابن كثير - رحمه الله -: «قال ابن عُيينة في تفسير قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا (٢٤)﴾ (السجدة)؛ قال: «لما أخذوا برأس الأمر، صاروا رؤوسًا. قال بعض العلماء: بالصبر واليقين، تُنال الإمامة في الدين» (٢).
٨ - قال تعالى: ﴿اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (٤٣)﴾ (فاطر).
قال ابن القيم - رحمه الله -: «وقد شَاهَد الناس عيانًا أن من عاش بالمَكْر مات بالفقر» (٣).
٩ - قال تعالى: ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (١٢)﴾ (الإنسان).
قال ابن تيمية - رحمه الله -: «ولما كان في الصبر من حَبْس النفس والخشونة التي تلحق الظاهر والباطن من التعب والنَّصَب والحرارة ما فيه، كان الجزاء عليه بالجنة التي فيها السعة والحرير الذي فيه اللِّين والنعومة والاتِّكَاء الذي يتضمن الراحة والظلال المُنافية للحَر» (٤).
_________
(١) تفسير ابن كثير (٦/ ٣٦٥).
(٢) السابق (٦/ ٣٧٢).
(٣) إغاثة اللهفان (١/ ٣٥٨).
(٤) جامع الرسائل (١/ ٧٣)، وانظر: روضة المحبين (ص ٤٨٠).


الصفحة التالية
Icon