أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - ﷺ - يَقُولُ: «يَكُونُ خَلْفٌ بَعْدَ سِنِينَ أَضَاعُوا الصَّلاةَ، وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا، ثُمَّ يَكُونُ خَلْفٌ يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ لا يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ ثَلاثَةٌ: مُؤْمِنٌ وَمُنَافِقٌ وَفَاجِرٌ».
فَقَالَ بَشِيرٌ: فَقُلْتُ لِلْوَلِيدِ: مَا هَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ؟ فقَالَ: الْمُنَافِقُ كَافِرٌ بِه، وَالْفَاجِرُ يَتَأَكَّلُ بِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مُؤْمِنٌ بِهِ (١).
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَرَرْتُ أَنَا وَعِمْرَانُ بْنُ الحُصَيْن عَلَى رَجُلٍ يَقْرَأُ سُورَةَ يُوسُفَ، فَقَامَ عِمْرَانُ يَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ سَأَلَ، فَاسْتَرْجَعَ وَقَالَ: انْطَلِقْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - ﷺ - يَقُولُ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلْيَسْأَلْ اللهَ عز وجل بِهِ، فَإِنَّه سَيَأْتِي قَوْمٌ يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ، يَسْأَلُونَ النَّاسَ بِهِ» (٢)...
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: فِي هَذَا بَلاغٌ لِمَنْ تَدَبَّرَهُ، فَاتَّقَى اللهَ عز وجل، وَأَجَلَّ الْقُرْآنَ وَصَانَهُ، وَبَاعَ مَا يَفْنَى بِمَا يَبْقَى، وَاللهُ عز وجل الْمُوَفِّقُ لِذَلِكَ.
_________
(١) أخرجه أحمد (٣/ ٣٨)، وصححه الحاكم (٤/ ٢٧٣، ٤/ ٥٤٧)، وابن كثير في تاريخه (٩/ ٢٣٢)، والألباني في الصحيحة (٢٥٨).
(٢) أخرجه الترمذي (٢٩١٧) وحسنه، وحسنه كذلك الألباني في الصحيحة (٢٥٧).