٤- أنهما وقتان للانتقال من حال إلى حال، بما يعني التذكير بالموت وبقيام الساعة، فالغدوة عندها ينقلب الإنسان من النوم الذي هو كالموت، إلى اليقظة التي هي كالحياة (١)، ويتحول العالم من الظلمة التي هي طبيعة عدمية إلى النور الذي هو طبيعة وجودية، وأما عند الآصال فالأمر بالضد لأن الإنسان ينقلب من الحياة إلى الموت، والعالم ينقلب من النور الخالص إلى الظلمة الخالصة وتلك هي عبارة الرازي التي يقول بعدها معقباً، "وفي هذين الوقتين يحصل هذان النوعان من التغيير العجيب القوي القاهر ولا يقدر على مثل هذا التغيير إلا الإله الموصوف بالحكمة الباهرة والقدرة الغير متناهية" (٢).

(١) كما جاء في حديث حذيفة وأبي ذر رضي الله عنهما من أنه - ﷺ - كان إذا آوى إلى فراشه قال: باسمك اللهم أحيا وأموت، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور"، والنشور هو الحياة بعد الموت. والحديث رواه البخاري ١١/٩٦، ٩٧، ١١١ وأبو داود ٥٠٤٩ والترمذي ٣٤١٣.
(٢) تفسير الرازي ٧ /٤٢٥وينظر ١٠/٢٩٥ والآلوسي ٩/٢٢٤ مجلد ٦.


الصفحة التالية
Icon