المبحثُ الثاني أبو العزِّ القلانسيُّ وكتابُهُ «الإرشاد»
هو: الإمامُ الكبيرُ شيخُ القراءِ أبو العزِّ محمدُ بن الحسينِ بن بندارٍ الواسطيُّ القلانسيُّ، شيخُ العراقِ ومقرئُ القراءِ بـ» واسطٍ»، صاحبُ التصانيفِ. ولد سنةَ خمسٍ وثلاثينَ وأربعِ مئةٍ، وكان بصيرًا بالقراءاتِ وعللِها وغوامضِها، عارفًا بطرقِها، عاليَ الإسنادِ. تلا بالعشرِ على أبي عليٍّ غلامِ الهرّاسِ، وأخذ عن أبي القاسمِ الهذليِّ صاحبِ «الكاملِ»، وارتحل إلى بغدادَ سنةَ إحدى وستينَ وسمع من أبي جعفرِ بن المسلمةِ، وعبدالصمدِ بن المأمونِ، وأبي الحسينِ بن المهتدي باللهِ، وغيرِهم، قرأ عليه عالمٌ من الناسِ، ورُحل إليه من الأقطارِ. توفي في شوالٍ سنةَ إحدى وعشرينَ وخمسِ مئةٍ (٥٢١ هـ) (١).
كتابُهُ «الإرشاد» («إرشادَ المبتدي، وتذكرة المنتهي»):
يعدُّ كتابُ «إرشادِ المبتدي وتذكرةِ المنتهي في القراءاتِ العشرِ» من أهمِّ كتبِ القراءاتِ التي تلقاها العلماءُ بالقبولِ وأجمعوا عليها وذاع صيتُها لاشتراطِهِ الأشهرَ في النقلِ وما قطع به عنده (٢)، ولأنه
_________
(١) انظر ترجمته في: «المنتظم» (١٧/ ٢٤٧)، و» العبر» (٢/ ٤١٦)، و» ميزان الاعتدال» (٣/ ٥٢٥)، والوافي بالوفيات» (٣/ ٤)، و» طبقات الشافعية الكبرى» للسبكي (٦/ ٩٧ - ٩٨)، و» غاية النهاية» (٢/ ١٢٨ - ١٢٩)، و» لسان الميزان» (٧/ ٩٨ - ١٠٠)، و» شذرات الذهب» (٦/ ١٠٦)، و» معرفة القراء الكبار» (٢/ ٩١٢ - ٩١٥)، و» كشف الظنون» (ص ٦٦، ٣٩١، ١٥٠٠)، و» هدية العارفين» (٢/ ٨٥)، و» معجم المؤلفين» (٩/ ٢٣٦)، و» الأعلام» للزركلي (٦/ ١٠١).
(٢) «منجد المقرئين» (ص ٨٦).


الصفحة التالية
Icon