وليت الأمر -هنا- وقف عند هذا الحد، بل المؤلف يشير في مكان آخر إلى أن محمد قطب قد أدخل بنفسه تعديلات على طبعة الظلال.
يقول: (إننا يمكن أن نتساءل حول التعديلات التي أدخلها محمد قطب بنفسه على هذه الطبعة، فالإضافات والتصحيحات التي كتبها سيد قطب (بخط يده) في أيامه الأخيرة لم يشر إليها ولم تظهر في الطباعة) ص ٤٠.
ولا ندري أين هذه التي أدخلها محمد قطب كما يدعي هذا الكاتب الفرنسي وها هو يتهم محمد قطب بأنه إما أن يكون أدخل تعديلات سيد التي كتبها بيده، ولكنه لم ينص أو يشر إلى ذلك، أو أنه لم يدخلها ولم تظهر في الطباعة بل أخفاها وحرم الظلال منها... وهذا ما يظهر من عبارته... فكيف يسمح محمد قطب لنفسه بذلك إلا في عرف مؤلف الكتاب؟
وهو بعد قليل يقول: (لكننا، في ذات الوقت لا نجد أسبابًا مقنعة تدعونا إلى الشك في إخلاص ووفاء محمد قطب.. ).
فهو يملك هذه الأسباب التي تدعوه للشك لكنه لا يجدها مقنعة بالشكل الكافي...
٣ - إن الظلال هو المسؤول عن حالات التطرف والعنف التي ظهرت في مصر تحت اسم (التكفير والهجرة) أو تحت اسم (الجهاد) وظهور ما يدعون أنفسهم (القطبيين) منذ عام ١٩٧٤ م ص ٤٠.
وكذلك جعل الأمر في كتاب عفلق يقول (وربما يكون من الظاهر أيضًا أن كتاب عفلق (في سبيل البعث)، هو المسؤول عن (إرهاب الدولة) في كل من سوريا والعراق) ص ٣٦.
ويعمم ليجعل من المعتقدات والمثاليات مأساة، يقول: (وهذه هي مأساة المعتقدات والمثاليات إنها قد تتسبب في ظهور العنف) ص ٣٦.