٢ - إن سيد قطب قد هاجم ما يسمى (بمدرسة محمد عبده) ص ٥١.
وقد سبق لي أن بينت موقف قطب من هذه المدرسة وأنه يحترم جهودها ويأخذ عنها وينقل في ظلاله، وإن كان يقف منها موقف الناقد البصير.
٣ - إن المؤلف يأخذ على سيد قطب رفضه لبعض نتائج النقد التاريخي لبعض النصوص القرآنية، بينما قبل بعض الدراسات الأخرى وخاصة التي تناولت البيئة الاجتماعية في جزيرة العرب في القرن السابع الميلادي ص ٥٣.
وهو يقارن هذه الخطوة بالحركة الكاثوليكية: الرافضة لكل تحديث أو تجديد، والتي تقول وتتعصب لفكرة تمام الدين وكماله) ص ٥٤.
ونلاحظ كيف أن المؤلف يؤيد فكرة النقد التاريخي (للكتاب المنزل) ويعيب على سيد وغيره من المسلمين الاعتقاد بصحة النص القرآني وثبوته وينتقد التعصب لفكرة تمام الدين وكماله، وهو يعد عدم قبول هذا المنهج في النقد يشبه موقف المتدينين من النصارى في رفضهم لكل تحديث أو تجديد... والأمر غير دقيق.
فالنص عندنا ثابت لا شبهة في ثبوته، ونحن نقبل التطور والتجديد في فهمه وإدراك معانيه، أما الكاثوليكية فهي ترفض التجديد والتحديث متمسكةً بنصوص محرفة غير ثابتة وشتان بين الموقفين.
٤ - ويبين المؤلف هنا من هم المؤلفون الذين تأثر بهم قطب ويذكر أبا الحسن الندوي وأبا الأعلى المودودي (ص ٥٤). والعقاد، وعبد الواحد وافي، ودروزة وأبا زهرة (ص ٥٥).
ونحن نعلم أنه رغم تاثر قطب بهؤلاء وغيرهم، فهو مدرسة وحده في الأسلوب والفكرة والحجة والعاطفة والرقة...
ونحن لو قرأنا بدقة لوجدنا الفرق بينه وبين أيّ واحد من هؤلاء واضحًا في اللغة ومنهج الكتابة والتأليف.


الصفحة التالية
Icon