ومثال توسعه في ذكر الوجوه المختلفة في الإعراب قوله عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ [البقرة: ١٨٥]: (وفي رفع (شهر) وجهان: أحدهما: أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره هي شهر، يعني الأيام المعدودات فعلى هذا يكون قوله (الذي أنزل) نعتًا للشهر أو لرمضان، والثاني: هو مبتدأ ثم في الخبر وجهان: أحدهما: (الذي أنزل)، والثاني: إن (الذي أنزل) صفة الخبر هو الجملة التي هي قوله (فمن شهد).
فإن قيل: لو كان خبرًا لم يكن فيه الفاء، لأن شهر رمضان لا يشبه الشرط.
قيل: الفاء -على قول الأخفش- زائدة، وعلى قول غيره ليست زائدة، وإنما دخلت لأنك وصفت الشهر بـ (الذي) فدخلت الفاء كما تدخل في خبر نفس (الذي)، ومثله ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾ [الجمعة: ٨] فإن قيل: فأين الضمير العائد على المبتدأ من الجملة؟ قيل: وضع الظاهر موضعه تفخيمًا، أي: فمن شهده منكم).
ومن أمثلة توسعه كذلك ما نقله عن أبي السعود عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران: ٩٧] حيث قال: (وفي إعرابها قال أبو السعود في صدر الآية: جملة (من) مبتدأ هو (حج البيت) وخبر هو الله) وقوله تعالى: (على الناس) متعلق بما تعلق به الخبر من الاستقرار أو بمحذوف هو حال من الضمير المستكن في الجار، ثم قال في قوله تعالى: (من استطاع إليه سبيلا) في محل الخبر على أنه بدل من (الناس) بدل البعض من الكل مخصص لعمومه، فالضمير العائد إلى المبدل منه محذوف، أي (من استطاع منهم)، وقيل بدل الكل على أن المراد بالناس هو البعض المستطيع، فلا حاجة إلى الضمير وقيل في محل الرفع على أنه خبر مبتدأ مضمر، أي هم من استطاع، وقيل في حيز النصب بتقدير أعني).