ثم عقب قائلًا: لقد مسح شاؤول على بني إسرائيل زعيمًا بأمر الله، مثل هارون وداود وعيسى -عليهم السلام-، لكن القرآن لم يذكر صراحة هل جعل شاؤول نبيًّا كذلك أم لا، لأن تنصيبه ملكًا بإذن الله لا يعني بالضرورة أنه قد جعل نبيًّا أيضًا" (١).
كما أنه استعان بما جاء في التوراة في تفسير قوله تعالى: ﴿وَقَال لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ﴾ [البقرة: ٢٤٨]، قال: "مع أن ذكر التابوت في التوراة يختلف عن ذكره في القرآن اختلافًا يسيرًا، إلا أننا نستطيع أن نقف منه على كثير من التفاصيل. فقد كان بنو إسرائيل يقدسون التابوت أيّما تقديس، فهو (تابوت العهد)، وكانوا يؤمنون أن (بواسطته يدخل الله في وسطنا ويخلصنا من أعدائنا) من أجل هذا كانت لهم في عودته (سكينة).
وكان التابوت يحوي بقية من آثار آل موسى وهارون المقدسة، هي شظايا من الألواح التي أعطيت لموسى فوق جبل سيناء إلى جانب النسخة الأصلية من التوراة والتي دونت تحت إمرة موسى وإشرافه، وأُودِعت عند اللاويين (سبط لاوي)، كما كان يضم قارورة من المن كي تقدس الأجيال القادمة اللهَ وتحمده، وتثني عليه على ما أنعم به على أجدادهم حين كانوا في الصحراء، ويجوز أن كانت فيه عصا موسى -عليه السلام- التي كانت آية من الله كبرى.
﴿تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ﴾ وقد تكون هذه إشارة من القرآن إلى الحوادث المسطورة في الإصحاحات الرابع والخامس والسادس من سفر صموئيل الثاني، والتي تروي أن تابوت الرب قد استولى عليه الفلسطينيون في معركة لقي بنو إسرائيل فيها هزيمة نكراء، فحزنوا عليه كثيرًا وبكوا أن (قد زال المجد من إسرائيل لأن تابوت الله قد أُخِذَ)، وبقي التابوت في أرض فلسطين أشهرًا سبعة، لكن ذعرًا وهلعًا وفرقًا شديدًا