يصح (١)، وجزم أبو بكر بن العربي بأن شيئًا من ذلك لم يصح، وأن الأصح أن الآية نزلت بيانًا لشرع مبتدأ (٢).
قلت: ولعل رأي ابن العربي هو الأرجح لتعاور الاحتمالين لحديث مسلم.
ثم يذكر الشيخ أحاديث في فضائل السور ومن ذلك ما ذكره في طالعة سورة يس، قال: "وورد في فضلها ما رواه الترمذي عن أنس، قال: قال النبي - ﷺ -: إن لكل شيء قَلْبًا وقلب القرآن يس. ومن قرأ يس، كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات، قال الترمذي: هذا حديث غريب، وفيه هارون أبو محمد شيخ مجهول، قال أبو بكر بن العربي: حديثها ضعيف" (٣).
وبعد هذه المقدمات ينتقل الشيخ إلى تفسير السورة.
طريقة ابن عاشور في تفسير السورة:
من خلال قراءتي لتفسير ابن عاشور، رأيته يقوم على عشرة أسس:
أولًا: يسير ابن عاشور مع السورة القرآنية مقسمًا إياها إلى مقاطع، وتتفاوت هذه المقاطع كمًّا من سورة إلى أخرى، بل وفي السورة نفسها، والغالب أن تكون هذه المقاطع متحدة الفكرة الخاصة وذات إطار موضوعي واحد، غير أن هذا لا يكون دائمًا متيسرًا بسبب أن الموضوع قد تكون آياته كثيرة، أو قصيرة، لكنها طويلة (٤)، فيكون التقطيع بحسبه.

(١) حديث قتادة ذكره الواحدي ص ٣٦٤، والطبري في ٢٨/ ٨٥.
(٢) التحرير: ٢٨/ ٢٩٣. وانظر: أحكام القرآن، ٤/ ١٨٢٣.
(٣) ٢٣/ ٣٤٢.
(٤) راجع ايضًا ابن عاشور ومنهجه في التفسير للريس، ص ٢٩٩. وتفسير ابن عاشور هدفه ومصادره ص ١٧ وما بعدها.


الصفحة التالية
Icon