[فصل في الكلام على (ما)]
و(ما) تكون على اثني عشر وجهًا: ستة منها أسماء، وستة حروف، فإذا كانت اسمًا فهي على ضربين: معرفة ونكرة، فإن حَسُنَ في موضعها (الذي) فهي معرفة، وإن حسن في موضعها (شيء) فهي نكرة، وإن حسنا معًا اتجه فيها الأمران: التعريف والتنكير.وهي إذا كانت نكرة أيضًا على ضربين: ضرْبٌ تلزمه الصفة، وضرب لا تلزمه، فأما الذي لا تلزمه: فالاستفهامية، والشرطية، والتعجب، وما عداها مما تكون فيه (ما) نكرة، فلا بد لها من صفة تلزمها.
فأما الأوّل من الستة: فماء الخبر، ويقال لها: الاسم، والذي، والإيجاب، والإثبات. وهو اسم موصول، ومعنى الموصول: أنه اسم ناقص يحتاج إلى ما يتممه، ألا ترى أنك إذا قلت: رأيت (ما) وحده كان ناقصًا، لأنه لم يفد شيئًا، وكان بمنزلة أن تقول: جاءني (جع) من جعفر مثلًا، فإذا قلت: رأيت ما عندك، أو: ما عندك فانٍ، تَمَّ، وكل ما يتمم الموصول يسمى صلة له، لأنها تتممه وتجبر نقصه، فالصلة تتنزل من الموصول منزلة الجزء من الاسم غير الموصول، ولذلك لم يتم الكلام بالموصول والصلة، كما يتم بنحو: زيد مع جملة. فـ (ما) مع (عندك) بمنزلة أن تقول: زيد وتسكت، فيحتاج إلى ما يتممه، كما يحتاج إليه زيد حتى يكون كلامًا مفيدًا.
وبعد.. فإن صلة هذا الاسم وما يجري مجراه من الأسماء النواقص، كالذي وما يتفرع عليه من التأنيث والتثنية والجمع، والألف واللام الكائن بمعنى الذي، ومَنْ وأَيّ على أربعة أضرب: جملةٌ من فعلٍ وفاعلٍ، وجملةٌ من مبتدأٍ وخبرٍ، وجملةٌ من شرطٍ وجزاءٍ، والرابعُ: الظرف، نحو: في الدار، وخَلْفَك، ويومَ الجمعة، وما أشبه هذا.