فمثال كونها بين الرافع والمرفوع: نحو قول الشاعر:
٣٥ - لو بِأَبانَينِ جاءَ يَخْطُبُها | رُمّلَ ما أَنْفُ خَاطبٍ بِدَم (١) |
وأبانان: جبلان معروفان، يقال لأحدهما: أبانٌ الأبيضُ، وللآخر: أبانٌ الأسودُ.
ومثال كونها بين الناصب والمنصوب: قوله عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً﴾ (٢). وفي هذه كلام تراه بعدُ إن شاء الله.
ومثالُ كونها بين الناصب والمنصوب، والجازم والمجزوم نحو قوله تعالى: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا﴾ (٣). وقوله تعالى: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ﴾ (٤). فقوله: أين منصوبة بقوله: تكونوا، وتكونوا مجزومة بقوله: أين، فقد وقعت بين الناصب والمنصوب والجازم والمجزوم، وكذلك قوله عز وجل: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ (٥). وقوله: ﴿أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ (٦).
ومثال كونها بيبن الجار والمجرور: قوله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ﴾ (٧). وقوله: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ﴾ (٨). و ﴿عَمَّا قَلِيلٍ﴾ (٩)، {أَيَّمَا
(١) نسب هذا البيت لمهلهل بن ربيعة أخي كليب وائل الذي هاجت بمقتله حَرْبُ بَكْرٍ وتَغْلِبَ وللبيت مناسبة يفهم بها معناه انظرها في الشعر والشعراء/١٨٣/، والكامل ٢/ ٩٩٣، وانظر البيت أيضًا في معاني الأخفش ١/ ١٤٢، وجامع البيان ١/ ٤٠٩، وجمهرة اللغة ٢/ ١٠٢٨، والاشتقاق/ ٧٧/، والأغاني ٥/ ٥١، وشرح المرزوقي على الحماسة ١/ ١١٨، وجمهرة أنساب العرب/ ٤١٣/، ومعجم البكري ١/ ٩٦، ومعجم البلدان (أبان)، وشرح المفصل ١/ ٤٦، ويروى: ضُرِّج، و: خُضِّب بدل: رُمِّل، والمعنى واحد.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٦.
(٣) سورة البقرة، الآية: ١٤٨.
(٤) سورة النساء، الآية: ٧٨.
(٥) سورة البقرة، الآية: ١١٥.
(٦) سورة الإسراء، الآية: ١١٠.
(٧) سورة آل عمران، الآية: ١٥٩.
(٨) سورة النساء، الآية: ١٥٥.
(٩) سورة المؤمنون، الآية: ٤٠.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٦.
(٣) سورة البقرة، الآية: ١٤٨.
(٤) سورة النساء، الآية: ٧٨.
(٥) سورة البقرة، الآية: ١١٥.
(٦) سورة الإسراء، الآية: ١١٠.
(٧) سورة آل عمران، الآية: ١٥٩.
(٨) سورة النساء، الآية: ١٥٥.
(٩) سورة المؤمنون، الآية: ٤٠.